لمحة عامة
الصرع هو اضطراب في النظام العصبي المركزي، ينتج عن نشاط كهربائي غير طبيعي للخلايا العصبية في الدماغ، وتسمى منطقة الدماغ التي تسبب فيها النوبات بـ(بؤرة النوبة)، ففي هذه المنطقة لا يتم التحكم بشكل عام في الإشارات الكهربائية العادية للدماغ، فإذا خرجت الاستثارة عن السيطرة عندها تنشأ النوبة، يمكن أن تؤثر النوبات على أية عملية ينسقها الدماغ، وقد تختلف الأعراض على حسب نوع النوبة وشدتها.
تصنف النوبات الصرعية بناءًا على النشاط الغير الطبيعي للدماغ إلى نوعين رئيسيين هما:
- النوبات البؤرية أو النوبات الجزئية: تحدث عندما تكون النوبات ناتجة عن نشاط غير طبيعي في منطقة واحدة فقط من الدماغ، تنقسم هذه النوبات إلى فئتين هما: نوبات الصرع الجزئية البسيطة (بدون فقدان الوعي)، ونوبات الصرع الجزئية المعقدة والتي تصاحبها ضعف في الوعي أو الإدراك.
- النوبات المتعممة: تبدأ النوبات المتعممة عندما تتأثر جميع مناطق الدماغ بالنبضات الكهربائية الغير الطبيعية.
الخدمات التي تقدمها عيادة الصرع
تقدم عيادة الصرع مجموعة واسعة من الخدمات لرعاية المصابين بمرض الصرع، وغيره من الاضطرابات العصبية ذات الصلة به، ويتكون فريق الخدمة من أطباء وجراحي أعصاب، وممرضات، وصيادلة، وأخصائيين طبيين متخصصين في رعاية مرضى الصرع من ذوي الخبرة، بالإضافة إلى هذا تم تجهيز العيادة بأحدث التقنيات؛ للتشخيصات العصبية المتقدمة، والعلاجات الجراحية، فأهم ما تتميز بها خدماتنا الشاملة اعتمادها على التشخيص الدقيق، وبالتالي إعطاء نتائج علاجية جيدة وفعالة.
والتقنيات التشخيصية العصبية التي تستخدم لتحديد المنطقة التي تسبب فيها النوبات بدقة تشمل على:
تخطيط كهربية الدماغ (EEG)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ووحدة مراقبة الصرع (EMU)، والتصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحدة (SPECT)، ومن العمليات الجراحية نذكر: تحفيز العصب المبهم، والتحفيز العميق للدماغ، كما تشمل العلاجات كذلك على الأدوية الفموية.
فهدفنا الأساسي هو علاج المرضى الفرديين، مع الأخذ في الاعتبار الجانب الجسدي، والدعم العقلي، والاهتمامات والاحتياجات الاجتماعية؛ لأن الصرع يتداخل إلى حد كبير في قدرة المريض على العمل، ونمط حياته اليومية، لذلك في حال الاشتباه في حدوث النوبة يجب طلب العناية الطبية على الفور، فالعلاج المبكر يساهم بشكل كبير في التحكم في النوبات، وتقليل توترها وشدتها، ومنع حدوث المضاعفات الخطيرة، وكذلك تحسين جودة حياة المريض.
تشخيص النوبة
يتم تشخيص النوبة للكشف عن تشوهات الدماغ، وتحديد أصل النوبة (الآفة)، وتشمل الاختبارات ما يلي:
- مخطط كهربية الدماغ (EEG): يعد هذا الاختبار من الاختبارات الأكثر شيوعًا لتشخيص الصرع، فأثناء الاختبار يتم توصيل الأقطاب الكهربائية بفروة الرأس باستخدام مادة تشبه المعجون أو الغطاء لمدة 20-30 دقيقة، حيث تسجل الأقطاب الكهربائية النشاط الكهربائي للدماغ، وتحدد الموقع الذي نشأت منه النوبة.
- قياس كهربية الدماغ بالفيديو (VEM) EEG: هو إجراء مستمر لقياس (EEG) عن طريق المراقبة بالفيديو لفترات طويلة أو أقل؛ لتسجيل النوبات أثناء حدوثها، ويكون التسجيل متزامنًا مع مكوث المريض في المستشفى، فقياس المراقبة لـ(EEG) بالفيديو يمكنه تحديد الموقع الذي نشأت النوبة بشكل أكثر دقة مقارنة بـ (EEG) نفسها، كما تشير المراقبة إلى وجود ارتباط بين سلوك المريض المسجل في الفيديو، ونشاط (EEG).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):وذلك باستخدام مغناطيسيات قوية وموجات الراديو المحوسبة؛ لإنشاء صور مفصلة للدماغ، ويتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الآفات أو التشوهات في الدماغ، وهناك بعضًا من الأسباب التي يمكن أن تكون سببًا في حدوث النوبات مثل: ورم الدماغ الصغير، وورم الدماغ الخلقي، وتشكل الأنسجة الندبية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI): يقيس التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي التغيرات في تدفق الدم، والتي تحدث عندما تعمل أجزاء معينة فقط من الدماغ، يستخدم هذا التصوير عادة قبل الجراحة؛ لتحديد المواقع الدقيقة للوظائف الحيوية مثل: الحركة والكلام، وبهذا يكون من الممكن لجراحي الأعصاب تجنب إصابة تلك المناطق أثناء الجراحة.
- التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (Interictal SPECT): يتم استخدامه إذا فشل التصوير بالرنين المغناطيسي، ومخطط كهربية الدماغ في تحديد موقع النوبة، فهذا الاختبار يُستخدم في المقام الأول لتحديد موقع بداية النوبة في الدماغ، لمن يعاني من النوبة، لكن لم يحدث له أية نوبات لمدة 24 ساعة على الأقل.
- التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (Ictal SPECT): يتم استخدامه لتحديد تركيز النوبة أثناء خضوع المريض لمراقبة (EEG)بالفيديو على مدار 24 ساعة، يستخدم هذا الاختبار كمية صغيرة من مادة مشعة منخفضة الجرعات لحقنها في الوريد؛ لإنشاء خريطة مفصلة لنشاط تدفق الدم في الدماغ أثناء النوبات، بعدها يتم احتجاز المادة المشعة في موضع النوبات.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET): تستخدم فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني كمية صغيرة من جرعة منخفضة من مادة مشعة يتم حقها في الوريد؛ لتصوير المناطق النشطة في الدماغ، واكتشاف التشوهات، وهي عملية غير متاحة لجميع المرضى، ويبقى التخطيط الكهربائي للدماغ مطلوب قبل إجراء فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.
- رسم خرائط الدماغ الوظيفية أو تخطيط كهربية الدماغ الكمي (qEEG): عادة ما يتم إجراء هذا الاختبار في المرضى الذين لديهم أقطاب كهربائية مزروعة، فهو من الإجراءات الغير المؤلمة، فبعد تسجيل عدد من النوبات، يتم توفير تحفيز كهربائي قصير من خلال كل قطب على حدة؛ لتحديد الوظيفة الطبيعية لجزء الدماغ أسفل القطب، فالغرض من هذا الاختبار هو تحديد المناطق المهمة في الدماغ مثل: الوظائف الحركية، والحسية، واللغوية، وتحديد ما إذا كان هناك أي تداخل مع مناطق توليد النوبات، فهذه الطريقة سيسمح لجراحي الأعصاب التقليل من مخاطر العجز، والمضاعفات العصبية الرئيسية بعد الجراحة.
- فحوصات عصبية نفسية واختبار (Wada): تشتمل الاختبارات العصبية النفسية على تقييم مهارات النفكير والذاكرة والكلام، وذلك باستخدام الأدوات النفسية، كما تساهم هذا الاختبار في تحديد المواقع المتضررة في الدماغ، سواء بفعل أذية دماغية أو بسبب مرض عصبي، أما بالنسبة إلى اختبار (Wada) فهو اختبار لتحديد الجانب الذي يتحكم في وظيفة اللغة والذاكرة، كما يستخدم هذا الاختبار أيضًا للتنبؤ بالعجز في وظائف اللغة والذاكرة ما بعد الجراحة.
- المراقبة المستمرة لـ(EEG) في وحدة العناية المركزة: تتم استخدام هذه المراقبة المستمرة باتباع الإرشادات الأكلينكية الأمريكية، حيث تستخدم بشكل متزايد لمراقبة الدماغ في أماكن الرعاية العصبية الحرجة، فالأبحاث السريرية الحديثة كشفت أن المرضى الحرجين الذين يعانون من ضعف الوعي، والذين يعانون من نشاط كهربائي غير طبيعي للدماغ، معرضون للإصابة بنوبات تصل إلى نسبة 40%، كما يؤدي تلف الدماغ إلى مضاعفات خطيرة كمثل: الإعاقة الطويلة الأمد، إضافة إلى ذلك تتم استخدام المراقبة
- المستمرة لـ(EEG) لدى المرضى الذين يعانون من تغير في مستوى الوعي:
- فإذا كان التغيير في مستوى الوعي أقل من 24 ساعة، يجب توفير مراقبة مستمرة لـ (EEG)ولمدة 48- 72 ساعة.
- أما إذا كان تغيير في مستوى الوعي أكثر من 48 ساعة، فيجب توفير مراقبة مستمرة لـ (EEG)و لمدة 3-5 أيام على الأقل.